أبيات شعرية استُعملت فيها مصطلحات نحوية
صفحة 1 من اصل 1
أبيات شعرية استُعملت فيها مصطلحات نحوية
بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
الحمدُ للهِ، وبعد:
فقدْ وَقَفْتُ علَى أبياتٍ شعريَّة استُعْمِلَتْ فيها مُصطَلحاتُ أهلِ النَّحْوِ؛ فاستملحتُها، ورأيتُ أنْ أعتنيَ بجمعِها. وأسوقُ -الآنَ- ما تيسَّرَ لي الوقوفُ عليه -من غيرِ التزامٍ بترتيبٍ معيَّنٍ-.
قال المتنبِّي -يمدح سيفَ الدَّولةِ-:
إذا كانَ ما تَنْويهِ فِعلاً مُّضارِعًا * مَضَى قَبْلَ أن تُلقَى عَلَيهِ الجَوازِمُ
[ « ديوانه » ].
قال أُسامةُ بن مُنقِذ:
كأنَّ بديعي -شِعْرَه وبيانَهُ- * حُروفُ اعتلالٍ، والهمومَ جَوازِمُ
[ « ديوانه » ].
قال أبو تمَّام:
خَرقاءُ يلعَبُ بالعقولِ حَبابُها * كتلعُّبِ الأفعالِ بالأسماءِ
[ « ديوانه » ].
قال ابنُ الرُّوميِّ -يهجو الأخفشَ الأصغر-:
قولا لنَحْوِيِّنَا أبي حَسَـنٍ: * إنَّ حُسـامي مَتَى ضَرَبْتُ مَضَـى
لا تَحْسَبَنَّ الهِجَاءَ يَحْفِلُ بالرَّفْـ * ـعِ ولا خَفْضِ خافضٍ خَفَضَا
[ « ديوانه » - عن: مقدّمة تحقيق « كتاب الاختيارين » للأخفش الأصغر ].
قال أبو الحارث الواسطيّ:
جئتُه زائرًا فقال لي البَوْ * وَابُ صـبرًا فإنه يتغـدَّى
قلتُ سَمْعًا فقد سَمِعتُ قديمًا * خُبْزُهُ لازمٌ ولا يَتَعَدَّى
[ « البخلاء » للخطيب البغداديّ - عن: مشارَكةٍ للأخت / أمّ محمَّد ].
قالَ ابن عُنَيْن:
كأنِّيَ مِنْ أخبارِ ( إنَّ ) ولَمْ يُجِزْ * لَهُ أحَدٌ في النَّحْـوِ أن يتقدَّمَا
عَسَى حَرْفُ جَرٍّ مِن نَّداكَ يجُرُّني * إليكَ فإنِّي من وِّصالِكَ مُعْدِمَا
[ « شرح شذور الذَّهب » لابن هشامٍ ].
قال الزَّمخشريُّ:
إنَّ قَوْمِي تَجَمَّعوا * وبقَتْلي تَحدَّثوا
لا أُبالي بجَمْعِهِمْ * كُلُّ جَمْعٍ مُّؤنَّثُ
[« شرح الآجُرُّوميَّة » لابن عُثيمين ].
قال الشَّاعر:
كأنِّيَ تنوينٌ وأنتَ إضافةٌ * فأينَ تراني لا تحلُّ مكاني
[ « شرح الآجُرُّوميَّة » لابن عُثيمين ].
قال الشَّاعر:
أضمرتُ في القلبِ هَوَى شادِنٍ * مُشتغِلٍ بالنَّحْوِ لا يُنصِفُ
وَصَفْتُ ما أضمرتُ يومًا لَّهُ * فقال لي: المُضمَرُ لا يوصَفُ
[ « الأشباه والنَّظائر » للسُّيوطيِّ ].
قال ابن العفيف:
يا سـاكنًا قلبِيَ المُعنَّى * ولَيْسَ فيهِ سِـواكَ ثَاني
لأيِّ شَيءٍ كَسَرْتَ قَلبي * ومَا الْتَقَى فيهِ ساكِنَانِ
[ « نشوة السَّكران » لصدِّيق حسن خان ].
قال ابنُ الوَرْديِّ:
قال مَنْ أهواهُ: صِفْ صُدْغي بِمَا * فيهِ تَوْجـيهٌ وحَبِّبْهُ إِلَيّْ
قُلْتُ: إنَّ الصُّدْغَ لَامٌ قَدْ كَوَى * نَصْبُها قَلْبِي فَهَذا لَامُ كَيْ
[ « نشوة السَّكران » لصدِّيق حسن خان ].
قال ابن عُنَيْن:
ولا تَعْجَبَنَّ إذَا ما صُرِفْتَ * فلا عَدْلَ فيكَ ولا مَعْرِفَهْ
[ « ثمرات الأوراق » لابن حِجَّة الحمويّ ].
قال ابنُ الورديّ:
وشـادِنٍ يسألُني * ما المبتدَا والخَـبَرُ؟
مَثِّلْهُما لِي مُسْرِعًا * فقلتُ: أنتَ القَمَرُ
[ « ثمرات الأوراق » لابن حِجَّة الحمويّ ].
قال ابن الدَّهَّان النَّحويُّ -في زيد الكنديِّ-:
لا بَدَّلَ الله حالاً قَدْ حباكَ بِهَا * مَا دَارَ بينَ النُّحاةِ الحَالُ والبَدَلُ
[ « البُلغة » للفيروزآباديّ ].
قال السراج الوراق يرثي الجزار:
رَفَعُوكَ وانتصَبوا قِيامًا خَافِضِي الْ * أَصْوَاتِ إذْ جَزَمَ الرَّدَى مِنكَ العُرَى
وغَـدَوْتَ في الأكفانِ عنهم مُّضْـمَرًا * وهُمُ يَرَوْنكَ للجَـلالةِ مُظْهَرَا
إنَّ الصَّـحيحَ اعتلَّ مُذْ فَارَقْتَنَا * وأبيكَ والجَـمْعَ الصَّحيحَ تَكَسَّـرَا
[ « نصرة الثَّائر » للصَّفديّ ].
وقال -أيضًا-:
نَصَبَ العداوةَ حاسدوكَ فأعْقَبوا * جَزْمًا لألسنِهِمْ وخَفْضَ الشَّانِ
فمَتَى أراهُم أدبَروا ورؤوسُـهُمْ * مَرْفـوعةٌ بِعـوامِلِ المُـرَّانِ
[ « نصرة الثَّائر » للصَّفديّ ].
قال شرف الدِّين الحصنيُّ -يرثي ابنَ مالكٍ-:
يا شتاتَ الأسماءِ والأفعالِ * بَعْدَ مَوْتِ ابْنِ مالكِ المفضالِ
وانحراف الحُروفِ مِن بعدِ ضَبْطٍ * منهُ في الإِنفصالِ والإِتِّصالِ
مَصدرًا كانَ للعُلومِ بإذن اللهِ مِنْ غيرِ شُبهةٍ ومُحالِ
عدم النَّعت والتَّعطُّف والتَّو * كيد مستبدلاً من الإبدالِ
ألَمٌ إعتراهُ أسكنَ مِنْهُ * حَرَكاتٍ كانتْ بغيرِ اعتلالِ
يا لَهَا سكتةً لِهَمْزِ قضاءٍ * أوْرَثَتْ طولَ مُدَّةِ الإِنفصالِ
رَفَعوهُ في نَعْشِهِ فانتَصَبْنَا * نَصْبَ تَمييز كيفَ سيرُ الجبالِ
فخّموهُ عندَ الصَّلاةِ بدَلٍّ * فأُميلَتْ أسرارُهُ للدَّلالِ
صَرَفوهُ يا عُظْمَ ما فعلوهُ * وهْوَ عَدْلٌ مُعرَّفٌ بالجَمالِ
أدغَموهُ في التُّربِ مِنْ غيرِ مِثْلٍ * سالمًا من تغيُّر الإنتِقالِ
وَقَفوا عند قَبرِهِ ساعةَ الدَّفْـ * ـنِ وُقوفًا ضرورة الإِمتثالِ
ومَدَدْنا الأكُفَّ نطلُبُ قَصرًا * مسْكَنًا للنَّزيلِ مِن ذي الجَلالِ
[ « الوافي بالوفيات » للصَّفديِّ: 3 / 288، 289 ].
قال الصَّفديُّ -يرثي أبا حيَّان الأندلسيَّ النَّحويَّ-:
ماتَ إمامٌ كان في عِلْمِهِ * يُرَى أَمامًا والوَرَى مِن وَّرَا
أمسَى مُنادًى لِلبِلَى مُفرَدًا * فضَمَّهُ القبرُ علَى ما تَرَى
يا أسفا كان هُدًى ظاهرًا * فعادَ في تُربتِه مُضْمَرا
وكان جمعُ الفَضْلِ في عصرِه * صحَّ فلمَّا أن قضَى كُسِّرَا
وعُرِّفَ الفضلُ بهِ بُرهةً * والآنَ لَمَّا أن مَّضَى نُكِّرا
وكانَ ممنوعًا من الصَّرْفِ لا * يطرُقُ مَن وَّافاهُ خَطْبٌ عَرَا
لا أفعَل التَّفضيل ما بينَه * وبين مَنْ أعرِفُهُ في الوَرَى
لا بَدَل عَن نَّعْتِه بالتُّقَى * ففِعْلُهُ كان له مَصْدَرا
لم يُدَّغَمْ في اللَّحْدِ إلاَّ وقَدْ * فَكَّ مِنَ الصَّبرِ وثيقَ العُرَا
بكَى لهُ زيدٌ وعَمْرٌو فمِنْ * أمثلةِ النَّحْوِ ومِمَّن قَرَا
ما أعقدَ التَّسهيلَ مِن بعدِه * فكم له منْ عُسْرَةٍ يسّرا
وجَسَّرَ الناسَ على خَوْضِهِ * إذْ كانَ في النَّحو قد استبحَرا
مِن بعدِهِ قد حالَ تمييزُه * وحَظُّهُ قد رَجَعَ القَهْقَرَى
[ « الوافي بالوفيات » للصَّفديِّ: 5 / 185 ].
ثُمَّ قال -بعد أبياتٍ-:
أفديه مِن مَّاضٍ لأَمْرِ الرَّدَى * مُستقبَلاً مِن رَّبِّهِ بالقِرَى
[ « الوافي بالوفيات » للصَّفديِّ: 5 / 186 ].
قالَ ابنُ طلحةَ الإشبيليُّ:
بدا الهِلالُ فلمَّا * بدا نَقَصْتُ وتَمَّا
كأنَّ جِسْمِيَ فِعْلٌ * وسِحْرَ عَيْنَيْهِ لَمَّا
[ « بغية الوعاة » للسُّيوطيِّ: 1 / 122 ].
قال محمَّد بن عبد الله الزناتي الكملاني، الملقَّب بحافي رأسه:
ومُعتقِدٍ أنَّ الرِّياسةَ في الكِبْرِ * فأصبَحَ مَمقوتًا بِهِ وَهْوَ لا يَدْري
يَجُرُّ ذُيولَ العُجْبِ طالبَ رِفْعةٍ * ألاَ فاعجَبوا مِن طالبِ الرَّفْعِ بالجَرِّ!
[ « بغية الوعاة » للسُّيوطيِّ: 1 / 138 ].
قال محمَّد بن علي بن هانئ اللخميُّ:
ما للنَّوَى مُدَّتْ لِغَيْرِ ضَرورة ٍ * ولطالما عَهدي بها مقصورَهْ
إنَّ الخليلَ وإن دعَتْهُ ضرورةٌ * لَمْ يَرْضَ ذاكَ فكيفَ دُونَ ضرورَهْ
[ « بغية الوعاة » للسُّيوطيِّ: 1 / 193 ].
قال علي بن عبد الله، أبو الحسن الكوفيُّ المغربيُّ، المعروف بسيبويه:
عذَّبْتَ قلبي بِهَجْرٍ مِّنكَ مُتَّصِلِ * يا مَنْ هَواهُ ضَميرٌ غَيْرُ مُنفَصِلِ
ما زالَ مِنْ غَيرِ تأكيدٍ صدودُك لي * فما عدولُكَ مِنْ عَطْفٍ إلى بَدَلِ!
[ « بغية الوعاة » للسُّيوطيِّ: 2 / 170 ].
قال أبو تمَّام:
كُلَّ يَـوْمٍ نَـوْعٌ يُّقَفِّيهِ نَـوْعٌ * وعَـروضٌ يَتْلُوهُ فيكَ عَـروضُ
وقوافٍ قد ضَجَّ مِنْهَا لِمَا اسْتُعْـ * ـمِلَ فيها المرفوعُ والمخفوضُ
وقال:
وَيَدٍ يَظَلُّ المالُ يَسقُطُ كَيْدُهُ * فيها سُقوطَ الهاءِ في التَّرخيمِ
وقال -أيضًا-:
أَمُقْرَانُ كَمْ قِرْنٍ لَقيتَ بمشهدٍ * فكانَ بهِ رَفْعًا وكُنتَ بهِ نَصْبَا
وقالَ:
شَكْلٌ ونَقْطٌ لا يُخيلُ كأنَّه الْـ * ـخِيلانُ لاحَتْ بينَ تلك الأسطُرِ
يُنْبِيكَ عن رَّفْـعِ الكلامِ وَخَفْضِـهِ * والنَّصْبِ منهُ بحـالِهِ والمَصْدَرِ
[ « ديوانه » ].
وقالَ محمَّد بن الطيِّب الفاسيُّ في «فيض نشر الانشراح 1/371»:
( وقوله: (ولا يجتمعان)؛ أي: التَّنوين، والإضافة؛ لِمَا بين مدلوليهما مِنَ المُنافاةِ.
وقد تلاعبَ الشُّعراءُ بهذا المعنَى كثيرًا؛ قالَ:
علَّمْتُهُ بابَ المُضافِ تفاؤلاً * ورقيبُهُ يُغريهِ بالتَّنوينِ
وقالَ الآخَر:
كأنَّكَ تنوينٌ وأنِّي إضافةٌ * فحيثُ تراني لا تحلُّ مكانيا
وقالَ آخر:
وكنَّا خَمْسَ عَشْرَةَ في التئامٍ * على رغمِ الحسودِ بغيرِ آفَهْ
فقد أصبحتُ تنوينًا وأضْحَى * حبيبي لا تُفارقُهُ الإضافَهْ
وقالَ:
وقرأنا بابَ المُضافِ عِناقًا * وحذفنا الرَّقيبَ كالتَّنوينِ ) انتهى.
[ أفدتُّه من «الجامع للمتون العلميَّة 73» -لعبد الله الشمراني- ].
قالَ ابنُ حَزْمٍ:
فلَيْسَ لِعَيْنِي عندَ غيرك موقِفٌ * كأنَّك ما يحكونَ مِنْ حَجَرِ البَهْتِ
أُصَرِّفُها حيثُ انصرَفْت وكيفَما * تقلَّبْت كالمنعوتِ في النَّحْوِ والنَّعْتِ
[ «طوق الحمامة» ].
وقالَ ابنُ حَزْمٍ -أيضًا-:
ولو جلدي في كلِّ قلبٍ ومُهجةٍ * لما أثرتْ فيها العيونُ المرائضُ
أبَتْ عن دنيءِ الوصف ضربة لازبٍ * كما أبتِ الفعلَ الحُروفُ الخوافِضُ
[ «طوق الحمامة» ].
قال السراج الوراق:
قُلْتُ : صِلْني ؛ فقد تقيدتُّ في الحُبْـ * ـبِ به ، والإسارُ في الحُبِّ ذلُّ
قالَ : يا مَن يُجيدُ عِلْمَ القوافي * لا تُغالِطْ ، ما للمُقيَّدِ وَصْلُ
وقالَ -أيضًا-:
وقائلٍ قالَ لي ، ومِثلي * يَرْجِعُ في مِثْلِ ذا لمثلِهْ :
لِمْ خُزِمَ الشِّعْرُ ؟ قُلْتُ : حتَّى * يُقادَ قَسْرًا لغيرِ أهْلِهْ
[ «العُيونِ الغامزةِ علَى خبايا الرَّامزةِ» للدمامينيِّ ].
ولَمْ تَخْلُ أشعارُ الشُّعراءِ من مسائلِ الخَطِّ، والإملاءِ.
يقولُ ابنُ حِجَّةَ الحَمَويُّ ( ت837 ) في « ثمرات الأوراق »:
( وهذه الواو -أعني: واوَ ( عَمْرٍو )- نَظَمَ فيها الشُّعراءُ كثيرًا، ومنهُم: أبو نُوَاس؛ قال يهجو أشجع السُّلَميّ:
قُل لِمَن يدَّعي سُلَيْمَى سَفاهًا * لستَ مِنها ولا قُلامةَ ظُفرِ
إنَّما أنتَ من سُليمَى كواوٍ * أُلْحِقَتْ في الهجاءِ ظُلمًا بعَمْرِو
وقال أبو سعيد الرُّستميُّ -وأجادَ-:
أفي الحقِّ أن يُعطَى ثلاثونَ شاعرًا * ويُحرَمَ ما دونَ الرِّضَا شاعرٌ مثلي!
كما سامحوا عَمْرًا بواوٍ مزيدةٍ * وضُويقَ ( بِسْمِ اللهِ ) في ألفِ الوَصْلِ ) انتهى
ويقول إبراهيم الصعابي [قصيدة أستاذة النحو] :
إنْ ( كنتِ ) مُغْرمَـةً ( بالنّحـو ) واسيـهِ
مَا ضَيّـعَ ( النّحْـوَ ) إلاّ بعـضُ أَهْليـهِ
واسْتَشْعِري في ( المنَادى ) نَبْـضَ لَفْتَتِـهِ
إنّ الحبيـبَ ميـاهُ ( النَّـدْبِ ) تَـرْويـهِ
إنْ ( ظَلَّ ) ( مُبْتَدأً ) ( كُوني ) لَهُ ( خَبَرًا )
وَتَمِّمـي ( جُمْلَـةَ ) الأشْـواقِ فـي فيـهِ
( وَأَعْرِبي ) أَيَّ خَفْقٍ ( بَاتَ ) ( يَنْصِبُـهُ )
( وَصْلُ ) الُمحِـبِّ فَيَنْـأى عَـنْ تَجَنّيـهِ
وَأَظْهِري كُـلَّ شَهْـدٍ جَـاءَ ( مُسْتَتِـرًا )
( تَقديرُهُ ) ( أنـتِ ) فـي أَبْهـى أَمانِيـهِ
مُدِّي لَهُ مِـنْ شِـراعِ ( العَطْـفِ ) بارقَـةً
تُلَمْلِـمُ القَـلْـبَ فــي دِفْءٍ وتُـؤْويـهِ
( هذا ) حَبيبُكِ ( مَرْفـوعٌ ) ( بِضَمّتِـهِ )
فَأَكْثِـري ( ضَمَّـهُ ) ( فالضَـمُّ ) يشْفيـهِ
( هَـذا ) حَبيبُـكِ مَـنْ مَـرَّتْ جَنَـازُتُـهُ
كُفِّي الدُّمـوع .. أَيَبْكـي المَيْـتَ مُرْدِيـهِ
فـي دَرْبِـهِ (أدواتُ الـشَّـرْطِ ) واقـفَـةٌ
تُمَارسُ (الجَـزْمَ ) فـي عُنْـفٍ وَتَشْوِيـهِ
فَالشَّوقُ ( فِعْلٌ صَحيـحٌ ) كُلُّـهُ (عِلَـلٌ )
( مازالتِ ) ( العِلَـلُ ) الجَوْفـاءُ تُشْقيـهِ
( وَأصْبَحَ ) الدّهْر ُيَشْكُـو زَيْـفَ مَوْعِدِنـا
( وَأصْبَـحَ ) الحُـبُّ يُقْصينـا وَنُقْصِيـهِ
بَعْـضُ الكـلامِ مُبَـاحٌ حيـنَ يُدْهِشُـنـا
وَسِـرُّ دَهْشَتِنـا فـي ( الحـالِ ) نُخْفِيـهِ
أُسْتاذةَ ( النّحـو ) ( تَدْريباتُنـا ) كَثُـرَتْ
فَهَـلْ نُؤَجِّـلُ جُــزْءًا بَـعْـدَ تَرْفِـيـهِ؟
كُـلُّ الكتـابِ ( فَـراغَـاتٌ ) سَنَمْلَـؤُهَـا
( بِمَصْـدَرِ ) الشَّـوْقِ لِلأَحْبَـابِ نُهْدِيـهِ
فَـلا يَغُـرَّكِ ( تَفْضيـلٌ ) ( لِـذِي ) كَلِـمٍ
( لا يلزمُ ) ( الفِعْل ) ( إلاّ ) في ( تَعَدِّيهِ )
( وَخَبّرِي ) ( صِلَةَ الموصـولِ ) أَنَّ لَهَـا
مِـنَ الفُـؤَادِ ( مَحَـلًا ) فيـكِ يُحْيِـيـهِ
وَأَسْهِبي فـي (بنَـاءِ الفِعْـلِ ) وَانْتَظِـرِي
أَن ( تُعْرِبَ ) ( الأمرَ ) مَأْسَاةٌ ( وَتَبْنِيـهِ )
( فللإشـارةِ ) فـي شَـرْعِ الهَـوى نَغَـمٌ
مِنْـه اشْتِعَـالُ الجَـوَى وَالوَعـدُ يُذْكِيـهِ
( هَـذَا ) مُحِبُّـكِ ( بالتّنْويـنِ ) مُلْتَحِـفٌ
بِرَغْـمِ ( عُجْمَتِـهِ ) ( تَنْوينُـهُ ) فِـيـهِ
مَـا عَـادَ (يُعْـرِبُ ) إلاّ جَمْـرَ أَسْئِـلَـةٍ
وَأَنْـتِ ( مَصْروفَـةٌ ) فـي زَوْرَقِ التِّيـهِ
( مُجَرَّدٌ ) مِنْ حُـروفِ الصَّمْـتِ يَسْبقُـهُ
شَـوْقٌ ( مَزيـدٌ ) إلـي عَيْنَيْـك يُسْديِـهِ
صُبِّي لَهُ مِـنْ صَبَابـاتِ الهَـوى مَطََـرًا
وَأَغْرقِيـهِ بِـهِ مِــنْ غَـيْـر ِتَنْـويـهِ
وَأَسْكِنِيـهِ حَنَايـا القَـلْـبِ واحْتَجِـبـي
عَنْ ( عَيْنِ ) (زَيْدٍ ) وَ ( عَمْرًا ) لاتَعُوديِهِ
لُومي ( التَّعَجُّبَ ) إن أَغْـرَى سِـواكِ بِـهِ
فَمَـاأَجَـلَّ عِتَـابًـا فِـيــكِ يُـبْـدِيـهِ
( وَمَيِّزي ) الوَجْدَ ( مَلْفُوظًا ) بلا ( بَـدَلٍ )
فَــلا يَبـيـدُ .. وَلا الأيّــامُ تُبْـلـيـهِ
أُسْتـاذةَ ( النَّحْـوِ ) هَـلْ لِلْحُـبّ ِعِنْدكُـمُ
( بَـابٌ ) لِـذي أَمَـلٍ بِالقُـرْبِ يُغْريِـه؟
هَيَّا أَعيدِي دُرُوسَ ( النَّحْوِ ) ( أَجْمَعَهَـا )
وَكُــلّ ُدَرْسٍ عَـلـى مَـهْـلٍ أَعِيـديِـهِ
يَا أَنْتِ يَا أَنْتِ أَحْلامُ الفَتَـى ( انْكَسَـرَتْ )
وَلـجَّّـةُ الـيَـأسِ بــالآلام تُـدْمِـيـهِ
مَـا لِلْحَبيـبِ وَقَــدْ أَغْــراكِ مَقْتَـلُـهُ
( أَضْحَى ) يَحِنُّ إلي أَحْضَانِ ( مَاضِيـهِ )
( فَاعْتَـلَّ ) أَوَّلُـهُ ( وَاعْتَـلَّ ) أَوْسَطُـهُ
( وَاعْتَـلَّ ) آخِـرُهُ ( وَاعْتَـلَّ ) بَاقِـيـهِ .
ولا شك أن هذا الباب متفاوت جدا في جوانبه المختلفة شكلا ومضمونا.والله المستعان.
مقتبس
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى