محمود الوراق شاعر الحكمة والموعظة

**أ. إبراهيم علي** الإثنين مايو 16, 2011 2:59 am

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

محمود بن حسن الوراق.من كبار شعراء عصره. له ذكر في معظم كتب الأدب. وكانت له جارية شاعرة أيضا اسمها سكن، لها ترجمة في (الوافي) للصفدي. جمع شعره وحققه عدنان راغب العبيدي (بغداد: دار البصري 1969) وعدد أبياته (564) بيتا، في (215) قصيدة، منها (33) قطعة تنسب إليه.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

تَعصي الإِلَهَ وَأَنتَ تُظهِرُ حُبَّه ... هَذا مُحالٌ في القِياسِ بَديعُ
لَو كانَ حُبُّكَ صادِقاً لأَطَعتَهُ ... إِنَّ المُحِبَّ لِمَن يُحِبُّ مُطيعُ
في كُلِّ يَومٍ يَبتَليكَ بِنِعمَةٍ مِنهُ ... وَأَنتَ لِشُكرِ ذاكَ مُضيعُ
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
يا ناظِراً يَرنو بِعَينَي راقِدِ ... وَمُشاهِداً لِلأَمرِ غَيرَ مُشاهِدِ
مَنَّتكَ نَفسُكَ ضَلَّةً وَأَبَحتَها ... طُرُقَ الرَجاءِ وَهُنَّ غَيرُ قَواصِدِ
تَصِلُ الذُنوبَ إِلى الذُنوبِ وَتَرتَجي ... دَركَ الجِنانِ بِها وَفَوزَ العابِدِ
وَنَسيتَ أَنَّ اللَهَ أَخرَجَ آدَماً ... مِنها إِلى الدُنيا بِذَنبٍ واحِدِ
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
وَإِذا مَرِضتَ مِنَ الذُنوبِ فَداوِها ... بِالذِكرِ إِنَّ الذِكرَ خَيرُ دَواءِ
وَالسُقمُ في الأَبدانِ لَيسَ بِضائِرٍ ... وَالسُقمُ في الأَديانِ شَرُّ بَلاءِ
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
إِلَهي لَكَ الحَمدُ الَّذي اَنتَ أَهلُهُ ... عَلى نِعَمٍ ما كُنتُ قَطُّ لَها أَهلا
مَتى اِزدَدتُ تَقصيراً تَزِدني تَفَضُّلاً ... كَأَنِّيَ بِالتَقصيرِ أَستَوجِبُ الفَضلا
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
اِسعَد بِمالِكَ في الحَياةِ فَإِنَّما ... يَبقى خِلافَكَ مُصلِحٌ أَو مُفسِدُ
فَإِذا تَرَكتَ لِمُفسِدٍ لَم يُبقِهِ ... وَأَخو الصَلاحِ قَليلُهُ يَتَزَيَّدُ
فَإِذا اِستَطَعتَ فَكُن لِنَفسِكَ وارِثاً ... إِنَّ المُوَرِّثَ نَفسَهُ لَمُسَدَّدُ
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
رَجَعتُ عَلى السَفيهِ بِفَضلِ حِلمٍ ... فَكانَ الحِلمُ عَنهُ لَهُ لِجاما
وَظَنَّ بي السَفاهَ فَلَم يَجِدني ... أُسافِهُهُ وَقُلتُ لَهُ سَلاما
فَقامَ يَجُرُّ رِجلَيهِ ذَليلاً ... وَقَد كَسَبَ المَذَمَّةَ وَالمَلاما
وَفَضلُ الحِلمِ أَبلَغُ في سَفيهِ ... وَأَحرى أَن يَنالَ بِهِ اِنتِقاما
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
شَيئانِ لَو بَكَتِ الدِماءَ عَلَيهِما ... عَيناكَ حَتّى يُؤذِنا بِذَهابِ
لَم يَبلُغا المِعشارَ مِن حَقَّيهِما ... فَقدُ الشَبابِ وَفُرقَةُ الأَحبابِ
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
يُحِبُّ الفَتى طولَ البَقاءِ وَإِنَّهُ ... عَلى ثِقَةٍ اَنَّ البَقاءَ فَناءُ
زِيادَتُهُ في الجِسمِ نَقصُ حَياتِهِ ... وَلَيسَ عَلى نَقصِ الحَياةِ نَماءُ
إذا ما طَوى يَوماً طَوى اليَومُ بَعضَهُ ..وَيَطويهِ إِن جَنَّ المَساءُ مَساءُ
جَديدانِ لا يَبقى الجَميعُ عَلَيهِما ... وَلا لَهُما بَعدَ الجَميعِ بَقاءُ
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
حَياتُكَ أَنفاسٌ تُعَدُّ وَكُلَّما ... مَضى نَفَسٌ مِنها اِنتَقَصتَ بِهِ جُزءا
فَتُصبِحُ في نَقصٍ وَتُمسي بِمِثلِهِ ... وَمالُكَ مَعقولٌ تُحِسُّ بِهِ رُزءا
يُميتُكَ ما يُحييكَ في كُلِّ ساعَةٍ ... وَيَحدوكَ حادٍ ما يُريدُ بِكَ الهُزءا
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
فَلا تَهجُر أَخاكَ بِغَيرِ ذَنبٍ ... فَإِنَّ الهَجرَ مِفتاحُ السُلُوِّ
إِذا كَتَمَ الصَديقُ أَخاهُ سِرّاً فَما ... فَضلُ الصَديقِ عَلى العَدُوِّ
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
لا تَلتَمِس مِن مَساوي الناسَ ما سَتَروا ... فَيهتِكَ اللَهُ سَتراً عَن مَساويكا
وَاِذكُر مَحاسِنَ ما فيهِم إِذا ذُكُروا ... وَلا تَعِب أَحَداً مِنهُم بِما فيكا
وَاِستَغنِ بِاللَهِ عَن كُلِّ فانٍ بِهِ ... غِنىً لِكُلِّ وَثَق بِاللَهِ يَكفيكا
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
سَأُلزِمُ نَفسي الصَفحَ عَن كُلِّ مُذنِبٍ ... وَإِن كَثُرَت مِنهُ عَلَيَّ الجَرائِمُ
وما الناسُ إِلا واحِدٌ مِن ثَلاثَةِ ... شَريفٌ وَمَشروفٌ وَمِثلي مُقاوِمُ
فَأَمّا الَّذي فَوقي فَأَعرِفُ فَضلَهُ ... وَأَلزَمُ فيهِ الحَقَّ وَالحَقُّ لازِمُ
وَأَمّا الَّذي دوني فَإِن قالَ صُنتُ عَن ... مَقالَتِهِ نَفسي وَإِن لامَ لائِمُ
وَأَمّا الَّذي مِثلي فَإِن زَلَّ أَوهَفا ... تَفَصَّلتُ إِنَّ الفَضلَ لِلحُرِّ حاكِمُ
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
بادِر شَبابَكَ أَن تَهرَما ... وَصِحَّةَ جِسمِكَ أَن تَسقَما
وَأَيّامَ عَيشِكَ قَبلَ المَماتَ ... فَما قَصرُ مَن عاشَ أَن يَسلَما
وَوَقتَ فَراغِكَ بادِر بِهِ ... لَيالي شُغلِكَ في بَعضِ ما
فَقَدِّر فَكُلُّ اِمرِئٍ قادِمٌ ... عَلى عِلمِ ما كانَ قَد قَدَّما
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
إذا كان شكري نعمة الله نعمة ... علي له في مثلها يجب الشكر
فكيف بلوغ الشكر إلا بفضله ... وإن طالت الايام واتصل العمر
إذا مس بالسراء عم سرورها ... وإن مس بالضراء أعقبها الاجر
فما منهما إلا له فيه نعمة ... تضيق بها الأوهام والسر والجهر
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
شاد الملوك قصورهم وتحصنوا ... من كل طالب حاجة أو راغب
فارغب إلى ملك الملوك ولا تكن ... يا ذا الضراعة طالبا من طالب
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
إني رأيت الصبر خير معول ... في النائبات لمن أراد معولا
ورأيت أسباب القناعة أكدت ... بعرى الغنى فجعلتها لي معقلا
فاذا نبا بي منزل جاوزته ... وجعلت منه غيره لي منزلا
وإذا غلا شيء علي تركته ... فيكون أرخص ما يكون إذا غلا
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
تصوف كي يقال له أمين ... وما يعني التصوف والأمانه
ولم يرد الإله به ولكن ... أراد به الطريق إلى الخيانه
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
العمر ينقص والذنوب تزيد ... ويقال عثرته الفتى ويعود
أنى يطيق جحود ذنب موبق ... رجل جوارحه عليه شهود
هيهات لا غلط وليس بدافع ... للموت تقريب ولا تبعيد
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ولو أن دار الشيب قرت بصاحب ... على ضيقها لم نبغ داراً بداره
ولكن هذا الشيب للموت رائد ... يخبرنا عنه بقرب مزاره
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
بأي اعتذار أم بأية حجةٍ ... يقول الذي يدري من الأمر: لا أدري!
إذا كان وجه العذر ليس ببين ... فإن اطراح العذر خير من العذرِ
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
هي الدنيا فلا يغررك منها ... مخايل تستفزّ ذوي العقول
أقل قليلها يكفيك منها ... ولكن ليس تقنع بالقليل
تشيد وتبتني في كل يومٍ ... وأنت على التجهّز والرحيل
ومن هذا الذي يُبقي عليها ... مضاربه بمدرجة السيول
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
أرى دهرنا فيه عجائب جمَّةٌ ... إذا استعرضت بالعقل ضلَّ لها العقل
أرى كلَّ ذي مالٍ يسود بماله ... وإن كان لا أصلٌ هناك ولا فصل
وآخر منسوباً إلى الرَّأي خاملاً ... وأنوك مخبولاً له الجاه والنُّبل
وما الفضل في هذا الزمان لأهله ... ولكنَّ ذا المال الكثير له الفضل
فشرِّف ذوي الأموال حيث لقيتهم ... فقولهم قولٌ وفعلهم فعل
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
قدم لنفسك توبةً مرجوةً ... قبل الممات وقبل حبس الألسن
بادر بها علق النفوس فإنها ... ذخر وغنم للمنيب المحسن
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ولفظك حين تلفظ في جميعٍ ... ولا تكذب مقدّمةٌ لفعلك
فزنه إن أردت القول وزناً ... وإلاَّ هدّ من أركان نبلك
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
لا تحمدنَّ أخا حرصٍ على سعةٍ ... وانظر إليه بعين الماقت القالي
إنّ الحريص لمشغول بشوقته ... عن السُّرور بما يحوي من المال
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
أراك يزيدك الإثراء حرصاً ... على الدُّنيا كأنَّك لا تموت
فهل لك غايةٌ إن صرت يوماً ... إليها قلت حسبي قد رضيت
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الحرص عونٌ للزّمان عـلى الفــتى ... والصَّبر نعم العون للأزمان
لا تخضعنَّ فإنّ دهرك إن رأى ... منك الخضوع أمدَّه بهوان
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
حدَّثت باليأس عنك النَّفس فانصرفت ... واليأس أحمد مرجوٍّ من الطَّمع
فكن على ثقةٍ أنِّي على ثقةٍ ... ألاَّ أعلِّل نفسي منك بالخدع
محوت ذكرك من قلبي ومن أذني ... ومن لساني فصل إن شئت أو فدع
إنَّ اَّلذي ببلاد الصِّين أقرب لي ... وساء منتجعاً لو رمت منتجعي
إذا تباعد قلبي عنك منصرفاً ... فليس يدنيك منِّي أن تكون معي
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
من يشترى قبة في الخلد عالية ... في ظل طوبى رفيعات مبانيها
دلالها المصطفي والله بائعها ... ممن أراد وجبريل مناديها
صلى الله عليه وسلم ...... نسأل الله العظيم أن يبلغنا الله وإياكم هذه القبة .... آمين يارب العالمين
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
أعطيت كل الناس مني الرضا ... إلا الحسود فإنه أعياني
لا أنّ لي ذنباً إليه علمته ... إلا تظاهر نعمة الرحمن
يطوي على حسد حشاه لأن يرى ... من حال مالي أو لفضل بياني
ما إن أرى يرضيه إلا ذلتي ... وذهاب أموالي وقطع لساني
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
أعارَك مالَه لتقومَ فيه ... بطاعته وتقضيَ فَضلَ حقِّهْ
فسلم تشكره نعمتَه ولكن ... قوِيتَ على معاصيه برزقِهْ
تجاهره بها عَوْداً وبدءاً ... وتستخفي بها من شرِّ خلْقِهْ
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
هواك ولا تُكذَبْ عليك أميرُ ... وأنت رهين في يديه أسير
يسومك عصياناً وأنت تطيعه ... وطاعتُه عارٌ عليك كثير
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]